أونروا: الحرب الإسرائيلية ما زالت حرباً على نساء غزة

أونروا: الحرب الإسرائيلية ما زالت حرباً على نساء غزة

03 مايو 2024
النساء الفلسطينيات في غزة مستهدفات في الحرب الإسرائيلية، 15 مارس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الحرب في غزة تسببت في مقتل وإصابة آلاف النساء والأطفال، مع تأكيدات من الأمم المتحدة على أنها "حرب على النساء"، وتفاقم الوضع بفقدان الأطفال لأمهاتهم ومعاناة الحوامل والمرضعات.
- وكالة أونروا ويونيسف تسلطان الضوء على الحاجة الماسة للمساعدات الأساسية للنساء والأطفال في غزة، مع التأكيد على الآثار المدمرة للحرب والحصار على هذه الفئات الضعيفة.
- تقارير الأمم المتحدة تشير إلى تشرد الناجيات وتحولهن إلى أرامل يواجهن الجوع، مع التأكيد على ضرورة وضع النساء والفتيات في قلب الاستجابة الإنسانية وإيصال المساعدات العالقة لتخفيف معاناة المتضررين.

ما زالت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "حرباً على النساء". هذا ما صرّحت به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الجمعة، وقد بيّنت أنّ أكثر من 10 آلاف امرأة فلسطينية من نساء غزة قُتلنَ فيما أصيبت نحو 19 ألفاً أخريات بجروح، لتؤكد بذلك البيانات التي كشفتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في وقت سابق، في إطار العدوان المتواصل الذي تشنّه قوات الاحتلال على قطاع غزة المحاصر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

أضافت وكالة أونروا، في تدوينة نشرتها اليوم الجمعة على موقع إكس، أنّ 37 طفلاً فلسطينياً في قطاع غزة يفقدون أمهاتهم في كلّ يوم، في إطار الحرب المستمرّة منذ نحو سبعة أشهر. وبالحديث عن الأطفال، كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد أفادت في أكثر من مرّة ومناسبة بأنّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "حرب على الأطفال". بالتالي يتبيّن أنّ ما ترتكبه إسرائيل، منذ 210 أيام، حرب على النساء والأطفال خصوصاً، استناداً إلى الوكالتَين التابعتَين للأمم المتحدة. ويأتي ذلك ليدعم واقع أنّ الأطفال والنساء من أكثر الفئات تضرّراً في الحروب عموماً، علماً أنّ هذا أمر تؤكّده بيانات الوفيات والإصابات الصادرة عن الجهات الرسمية في قطاع غزة والتي تستند إليها الأمم المتحدة.

وبحسب ما تفيد البيانات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الخميس، فقد سقط 34 ألفاً و596 شهيداً إلى جانب 77 ألفاً و816 جريحاً بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، علماً أنّ معظم هؤلاء من النساء والأطفال الفلسطينيين مع نحو 75 في المائة بالنسبة إلى الشهداء والجرحى ونحو 70 في المائة بالنسبة إلى المفقودين.

تحديات كبيرة تواجه نساء غزة

ووصفت وكالة أونروا، في التدوينة نفسها المنشورة اليوم، أوضاع نساء غزة في القطاع المحاصر والمستهدف بأنّها "مروّعة"، شارحةً أنّ أكثر من 155 ألف امرأة حامل أو مرضعة يواجهنَ صعوبة بالغة في الحصول على مستلزمات صحية ومياه. يُذكر أنّ ذلك من شأنه أن يهدّد صحتهنّ وحياتهنّ كما صحّة أجنّتهنّ وأطفالهنّ وسلامتهم.

وفي تدوينة ثانية، بيّنت وكالة أونروا أنّ وصول نساء غزة إلى المواد الأساسية، كما سواها، يُعَدّ "تحدياً كبيراً في قطاع غزة". وإذ أشارت إلى أنّها تواصل تقديم الحفاضات والمواد الصحية الأساسية للنساء والأطفال، أقرّت بأنّ ما يوفَّر ما زال بعيداً جداً عن المطلوب. وتابعت الوكالة: "نحن في حاجة إلى قدرة أكبر على الوصول" إلى نساء غزة و"توفير الإمدادات لمواجهة الآثار المدمّرة لهذه الحرب وهذا والحصار بطريقة فعّالة".

نساء غزة يدفعنَ ثمناً باهظاً لحرب لم يصنعنَها

من جهتها، كانت هيئة الأمم المتحدة للمرأة قد أفادت في تقرير أصدرته في إبريل/ نيسان المنصرم، بأنّ نساء غزة الناجيات من القصف والعمليات البرية الإسرائيلية تشرّدنَ وصرنَ أرامل ويواجهنَ الجوع، مشدّدةً على أنّ هذا يجعل الحرب القائمة على قطاع غزة "حرباً على النساء". واستناداً إلى سلسلة إنذارات حول قضايا النوع الاجتماعي في قطاع غزة، قدّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أنّ ستّة آلاف من الأمهات الفلسطينيات قُتلنَ في خلال هذه الحرب، الأمر الذي ترك 19 ألف طفل يتامى. كذلك لا تستطيع أكثر من مليون امرأة وفتاة فلسطينية في قطاع غزة الحصول على الغذاء ولا المياه الصالحة للشرب، مع تزايد الأمراض وسط ظروف معيشية غير إنسانية.

في هذا السياق، قالت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سوزان ميخائيل، بحسب ما نقل التقرير نفسه، إنّ "الحرب في غزة هي بلا شكّ حرب على النساء اللواتي يدفعنَ ثمناً باهظاً لحرب لم يصنعنَها". تجدر الإشارة إلى هذه الوكالة الأممية تمكّنت من إيصال مساعدات إلى نحو 100 ألف امرأة وأسرهنّ، إلا أنّ عشرات آلاف مواد الإغاثة الإضافية عالقة عند المعابر الحدودية منذ أسابيع. وفي هذا الإطار، شددت هيئة الأمم المتحدة للمرأة على ضرورة وضع النساء والفتيات في قلب الاستجابة الإنسانية الخاصة بالحرب على قطاع غزة.

المساهمون