دعوات لـ"اليهود" بوقف التبرع للجامعات الحاضنة للأنشطة الفلسطينية

دعوات لـ"اليهود" بوقف التبرع للجامعات الحاضنة للأنشطة الفلسطينية

18 أكتوبر 2023
اعتبر ماغرمان أن الأساس الأخلاقي للجامعة بحاجة إلى إعادة البناء بالكامل (موقع الجامعة)
+ الخط -

أصبح المستثمر ديفيد ماغرمان أحدث المانحين الرئيسيين لجامعة بنسلفانيا الذين يقطعون دعمهم المالي عن واحدة من أكبر الجامعات الأميركية، داعياً "جميع اليهود الذين يحترمون أنفسهم" لفعل الشيء نفسه.

وجاءت خطوة الملياردير الأميركي بعد احتضان جامعة بنسلفانيا لمهرجان أدبي فلسطيني، أقيم في حرمها الجامعي الشهر الماضي، قبل بدء عملية "طوفان الأقصى"، التي هزت إسرائيل ونالت من كبريائها، وما تلاها من تصعيد وحشي من جانب جيش الاحتلال.

ونشر ماغرمان، خريج جامعة بنسلفانيا، والمتخصص في بناء خوارزميات التداول في عملاق صناديق التحوط "رينيسانس تكنولوجيز"، يوم الثلاثاء، رسالة أرسلها إلى المسؤولين في جامعة بنسلفانيا، انتقد فيها قرار رئيسة الجامعة ليز ماغيل بإقامة المهرجان، وتعليقها الأولي على الهجمات على إسرائيل.

وكتب ماغمران في الرسالة الموجهة إلى ماجيل وسكوت بوك، رئيس مجلس أمناء الجامعة، أنه يشعر بخجل شديد من ارتباط اسمه بجامعة بنسلفانيا.

ووصف ماغرمان، الذي شارك في تأسيس صندوق رأس المال الاستثماري الأولي الذي يستثمر في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي نفسه بأنه "مانح رئيسي" لجامعة بنسلفانيا وكذلك يهودي ملتزم بالتوراة.

وزعم ماغرمان إن اليهود قد لعبوا دورًا استثنائيًا في تاريخ جامعة بنسلفانيا، كما استفادوا من ارتباطهم بالولاية، مضيفاً "ولكن بغض النظر عن القيمة الاقتصادية والاجتماعية لدرجة جامعة بنسلفانيا، يتعين على أي يهودي يحترم نفسه أن ينأى بها عن أي مؤسسة تناصر الشر".

بدوره، أعلن الملياردير كليف أسنيس، أحد أكبر المتبرعين لجامعة بنسلفانيا، توقفه عن التبرع للجامعة، لينضم هو الآخر إلى قائمة طويلة ممن توقفوا عن تمويل الجامعة العريقة، بزعم "تقاعس الجامعة عن إدانة المهرجان الفلسطيني، الذي أقيم الشهر الماضي في الحرم الجامعي لعدة أيام.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني أُرسلت إلى ماجيل يوم الاثنين، قال أسنيس إنه لن يفكر في تقديم تبرع آخر للجامعة، لحين حدوث "تغيير حقيقي" في المدرسة، مشيراً إلى أنه أنهى للتو تعهدًا بالتبرع للجامعة، كانت مدته خمس سنوات.

واستشهد أسنيس بالمهرجان الفلسطيني، وبتعليق الجامعة الأولي على الأحداث في غزة، بالإضافة إلى "الانحراف الأوسع، بعيداً عن حرية الفكر والتعبير والكلام الحقيقية" في جامعة بنسلفانيا، كما الجامعات الأخرى.

وكتب أسنيس: "لا أحب أن أستخدم المال في مثل هذه الأمور، ولكن يبدو أنه أحد السبل القليلة المتاحة، وقد أصبح واضحاً أنه الصوت الوحيد الذي يمتلكه البعض منا".

وجاءت احتجاجات المانحين الكبيرين على الرغم من إعلان مسؤولي الجامعة عن وجود متحدثين  في المهرجان ممن "لديهم تاريخ في الإدلاء بتصريحات معادية للسامية"، وتأكيد إدانتهم "لمعاداة السامية على إطلاقها، لا فيما يخص المهرجان وحده"، قبل أيام من بدء فعاليات المهرجان.

وانضم المليارديران إلى قائمة طويلة ممن أوقفوا تبرعاتهم للجامعات الأميركية دعماً لإسرائيل، وشملت كلاً من المستثمر الملياردير مارك روان، والسفير الأميركي السابق جون هانتسمان، وغيرهم. ويهدد الملياردير رونالد لودر، وهو داعم مالي قوي لجامعة بنسلفانيا، بفعل الشيء نفسه إذا لم يتم بذل المزيد من الجهود لمكافحة معاداة السامية.

ونفى منظمو المهرجان معاداتهم للسامية، وفقًا لما ذكرته صحيفة ديلي بنسلفانيا الطلابية في جامعة بنسلفانيا.

وقالت سوزان أبو الهوى، المديرة التنفيذية للمهرجان الفلسطيني، لشبكة "سي أن أن" إن المهرجان يهدف إلى الاحتفاء بالثقافة والأدب الفلسطيني والحديث عن "مأزقنا" و"المقاومة".

وقال ماغرمان إنه لا يدعو ماجيل إلى الاستقالة لأن ذلك سيكون "غير مناسب على الإطلاق"، معتبرًا أن الأساس الأخلاقي للجامعة بحاجة إلى إعادة البناء بالكامل "من الألف إلى الياء".

ورداً على ذلك، أصدرت ماجيل، يوم الثلاثاء، بياناً أكدت فيه أن "الجامعة لديها مسؤولية أخلاقية لمكافحة معاداة السامية، وتثقيف مجتمعنا للتعرف على الكراهية، ورفضها بجميع أشكالها".

وقالت ماجيل إن الخريجين أعضاء مهمون في مجتمع بنسلفانيا، وإنها تتفهم غضبهم وألمهم وإحباطهم، مشيرة إلى عزمها اتخاذ إجراءات لتوضيح إنها والجامعة يقفان بشكل قاطع ضد ما أسمته "بالهجمات الإرهابية التي تشنها حماس في إسرائيل، وضد معاداة السامية".

المساهمون