هكذا يوظف الأغنياء ثرواتهم لطرد طلاب الجامعات المتضامنين مع غزة

هكذا يوظف الأغنياء ثرواتهم لطرد طلاب الجامعات المتضامنين مع غزة

18 أكتوبر 2023
خلال تحرك داعم لفلسطين في هارفارد (Getty)
+ الخط -

يشاهد أهالي غزة من تحت الركام والموت والجوع كيف ينحاز الأقوياء في العالم لصالح الاحتلال. من الحكومات إلى وسائل الإعلان إلى وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح قتل الفلسطينيين مباحاً، والتجويع وقطع المياه والكهرباء إجراء عادياً في عيون المنحازين. إلّا أنّ الأمور تزداد وقاحة، إذ يقوم عدد من أثرى الأثرياء بتوظيف ثرواتهم للضغط على الجامعات لطرد الطلاب المتضامنين مع فلسطين وغزة.

ويسعى المانحون الأثرياء إلى معاقبة الجامعات لأنها سمحت بالمواقف الداعمة للفلسطينيين والرافضة لجرائم الحرب، بما يعتبرونه "استجابة ضعيفة لمعاداة السامية" وهو ما أصبح يوازي غالباً دعم فلسطين أو انتقاد جرائم الحرب الإسرائيلية.

ويهدد المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا بالانسحاب من قمة الويب، وهو مؤتمر أوروبي بارز من المقرر عقده الشهر المقبل، بسبب تعليقات الرئيس التنفيذي للمؤتمر حين أشار إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب.

ووفقاً لـ"واشنطن بوست" قامت مؤسسة ويكسنر، وهي منظمة تركز على تنمية القيادة اليهودية، بقطع علاقاتها مع جامعة هارفارد بسبب ما وصفته برد فعل الجامعة غير الكافي على هجوم حماس وعلى الرسالة التي وقعها مئات الطلاب في الجامعة والتي أدانت إسرائيل بسبب الحرب.

ولأكثر من 30 عاماً، تعاونت مؤسسة ويكسنر، التي أسسها ليزلي ويكسنر، وهو تاجر تجزئة ملياردير، مع الجامعة لتمويل منح دراسية لمتخصصي الحكومة والخدمة العامة الإسرائيليين لمتابعة درجة الماجستير في كلية كينيدي بجامعة هارفارد. وذكرت صحيفة بوسطن غلوب أن المنظمة تبرعت بأكثر من 2.4 مليون دولار لجامعة هارفارد في السنة المالية 2021 .

كذلك، نشرت "نيويورك تايمز" تقريراً لفتت فيه إلى أن عائلة هانتسمان قالت إنها ستتوقف عن التبرع لجامعة بنسلفانيا، لتنضم إلى دعوة مارك روان، الرئيس التنفيذي لشركة أبولو، ورئيس مجلس مستشاري كلية وارتون، لحجب الدعم عما يقول إنه إحجام عن إدانة التصريحات المعادية لإسرائيل.

كتب جون هانتسمان جونيور إلى ليز ماغيل، رئيسة جامعة بنسلفانيا، أن ما وصفه بصمت الجامعة الأولي بشأن هذه القضية "هو مستوى منخفض جديد". 

وانضم كين غريفين إلى الدعوات المطالبة بمحاسبة الطلاب الذين وقعت مجموعاتهم على رسائل مؤيدة للفلسطينيين بعد الهجمات. وقال الملياردير، الذي تبرع بأكثر من 300 مليون دولار لجامعة هارفارد، إنه ضغط على مسؤول جامعي كبير للتنديد بأولئك الذين وقعوا على رسالة تلوم إسرائيل بعد وقت قصير من الهجمات.

وأضاف أن صندوق التحوط التابع له "سيتاديل" لن يوظف أبداً الطلاب الموقعين على الرسالة، واصفاً مثل هذه الخطوة بأنها "لا تغتفر".

وحث ستيفن دافيدوف سولومون، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا، وكاتب عمود سابق في "ديل بوك" المزيد من شركات المحاماة على عدم توظيف طلابه "الذين يدعون إلى الكراهية ويمارسون التمييز".

يستهدف بعض رواد الأعمال قمة الويب، بعد أن نشر مؤسسها، بادي كوسغريف، على موقع إكس يوم الجمعة: "جرائم الحرب هي جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء، ويجب استدعاؤها على حقيقتها".

وأثارت التعليقات توبيخاً من شخصيات تقنية بارزة. قال آدم سينغولدا، الرئيس التنفيذي الإسرائيلي المولد لشركة الإعلانات تابولا، وديفيد ماركوس، المدير التنفيذي السابق لشركة ميتا وباي بال، إنهما لن يعملا مع قمة الويب مرة أخرى. 

ونشر كوسغريف على موقع إكس أمس أن "ما فعلته حماس أمر شائن ومثير للاشمئزاز"، لكنه أضاف أنه في حين أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، إلا أنها، كما ذكرت من قبل، ليس لها الحق في انتهاك القانون الدولي".

المساهمون